Cairo in good old days

Le Caire de naguère - Réminiscences et essai de topographie périmée

Vague recollections and trying out an outdated topography

This manuscript and newspaper cuttings given to me in the late 1950’s, were written by a very old Cairene in 1931. He had known Cairo before Ismail Pacha, from the earlies 1860’s to the date he was writing his recollections. It is the most precious document about Cairo I have ever collected. He wrote these articles for a Cairo’s daily newspaper in French language. There is a description of life, streets, houses, monuments etc…I have never red in such detail elsewhere.

This collection of articles published over the period of several months were given to me in 1957 by a very dear and old friend who was a lover of Cairo in bygone days like I was one. He had kept them as a precious document since 1931, which curiously, is the year in which I was born. He has also been collecting for around sixty years every single document connected with the lovely capital of the Khedive’s of Egypt. Being born in the 1890’s he was very enthusiastic about Cairo, its men, monuments, buildings, stones, social life, people, the conviviality of its life…His opinions  were always optimistics and his Cairene stories were endless. We were living then cruel days, where everything was collapsing around us even the entire society we loved, admired and in which we were born. It was the disappearing of a beautiful era. Read…and see the beauties of that time.

Enjoy reading.

________________________________________________________________________________

 “Here are some notes about recollections of good old Cairo, as it was in our parents times when our eyes were still in middle age “nel mezzo del cammin di nostra vita” (Dante). It is doubtful that our younger readers would spare the time thinking of yesterday or looking ahead to tomorrow. But maybe there would be those interested in vanished topography and chronicles of Cairo covering the period 1880 to 1914: we can never regret sufficiently the passing of an era, 1914.”

 “Personally, I have a weakness for small details of history, little local details of history, which is too small for writers’ interest, the one unwritten by any of them, too small to be recorded, swept away by the passing of times towards eternity, as leaves blowned by the wind, lost for ever.”

“I would like to recall aspects of the streets and houses that stood on both sides.The lively nature of shops and cafés. I like my mind to follow the short lives of these establishment, their occupants and ambiances. Little fragments of a recent past, these vague recollections  are,  for the greater part, personals. But when I reach the years, which are for me prehistorical, I have drawn from the memory of my parents and their friends.”

 “How indeed was Cairo in these years of 1880-1890 relatively long ago, more pittoresque, more oriental, more agreeable, more green should I say.”

1

 

 

القاهرة أيام زمان

 

هذه بعض الذكريات يتم التعبير عنها بطريقة بسيطة غير مرتبة أو مسلسلة كذا يقول " ليفي تيول " لكي يعطي القارئ فكرة أو نظرة سريعة عن القاهرة القديمة – قاهرة المعز – كما كـــانت فــي تلك الأيام الماضية وكمــا هــو مذكور فــي الكوميديا السوداء " لدانتي " حينما نلقي نظرة علي حياتنا , نجد عبارة عن نظرة طفل صغير وأحلام المراهقين ونشكك في أن كثيراً من القارئين لمجلة " المعرفة " وخاصة الشباب منهم الذي تأثر من حياة المجون في تلك الفترة المذكورة سابقاً , في أنهم قد يجدوا وقتاً للتفكير في حاضرنا أو ماضينا , لكن قد يوجد من بين القارئين أحد قد يكون مهتماً بطبوغرافية أو حكاوي القاهرة التي تغطي تقريباً الفترة ما بين 1880 إلي 1914 ومن فترة 1914 إلي نهاية فترة لن نندم عليها حقيقة بدرجة كافية. أنا شخصياً أحب هذا الجزء من التاريخ الوطني المحلي الذي لا يوجد له مراجع سهلة ميسورة حيث أن المؤرخين لم يقدموا شيئاً لكتابته لأنه فعلاً جزء صغير وذهب مع الريح مثل أوراق الشجر التي تقع علي الأرض وتتلاشي , وأحب أيضاً ذكر شيئاً عن الشوارع والمنازل والحوانيت المحيطة بها ثم نفكر بعد ذلك في تقلب الحياة وتحول الأماكن فيها بداية من ساكني هذه الأماكن الأثرية القديمة والجو المحيط بهم .

قليل وفتات من الماضي في حديث وهذه ذكريات في الغالب الأعم. لكن حديث الماضي القديم يتطلب الرجوع إلي ذاكرة السلف القديم وهذا شيئ لازم وكم كانت القاهرة القديمة في الفترة الواقعة من 1880 إلي 1890 من الناحية الأثرية مبهجة أو أكثر شرقية وأكثر قدماً ووضوحاً وإضاءة لكثرة الخضرة بها ...

وفي المجال العائلي كانت هناك حياة عائلية سهلة وبسيطة ليس فيها إصطناع أو تكلف , ومن الإستماع إلي الحكايات القديمة في تلك الفترة فعلاً فتحت شهيتي ولم يكن لساكني هذه المدينة القديمة إحتياجات تذكر أو مغريات دنيوية ولهذا لم يكونوا علي درجة العصبية علي الإطلاق ولم يكن المرض العصبي موجود في تلك الفترة فعلاً أصلاً كل ذلك أعطي للحياة طابع الهدوء والطمأنينة والراحة في كل الأماكن في القاهرة القديمة فعلاً ..

وفي هذه الدولة التي تطورت تطوراً سريعاً للغاية بالنسبة للغرب عامة وأن التحول أو التطور كان سريعاً وشديداً وشبه فظيع , ففي حي بولاق قمنا بجولة في هذا الحي 1930 أمام عمارة الشواربي باشا وفي هذا المكان وبالقرب منه توجد جمعية الأسعاف حالياً وأقرب منه كوبري أبو العلا الذي تقترب منه أول ترعة الإسماعيلية عند شبرا البلد وكان الترام حتي حي شبرا. وكذلك في إتجاه شارع الملكة نازلي توجد الحانة الفرنسية الصغيرة الممتلئة دائماً وكانت تصنع البيرة الممتازة بينما كانت حانة Crown Brewery  كانت في علم الغيب , وبالقرب من ذلك توجد منطقة تسمي التوفيقية هذه المنطقة عبارة عن أرض فضاء مهجورة كانت تستخدم فقط للإحتفال بمولد سيدنا محمد

صلي الله عليه وسلم وفي هذ الأماكن كانت توجد بعض البحيرات الصغيرة بفعل الفياضانات التي تغمر الشواطئ بجوار النيل وبعد الإحتلال الإنجليزي 1882 تم تكوين جيش مصري وكان رؤساء الجيش بالطبع من الأنجليز اللذين يقومون بتدريب هذا الجيش المصري الحديث الوليد علي يد الإحتلال , وفي هذه المنطقة " الأسعاف " كانت محطة المياه والتي سميت بعد ذلك بشركة المياه وكانت مصانعها ومكاتبها وحوانيتها تري كل القاهرة القديمة من المداخن العالية الخاصة بها ونظراً لأن الدخان الخاص بها كثير جداً كانت تحتل أرضاً واسعة وبالرغم من ذلك كانت هذه المدخنة تعرض منظراً جميلاً كأنه لوحة زيتية تعكس ذلك مياه النيل الصافية ثم تبدلت الحال في تلك المنطقة وتحولت محطة المياه إلي مكان أخر في منطقة روض الفرج بجوار كوبري إمبابة الذي يصل ما بين القاهرة والجيزة حتي الأن ثم أخذت المحكمة المختلطة تلك المنطقة مكان المدخنة القديمة ثم تم تقسيم أرض التوفيقية التي كانت تقام فيها إحتفال المولد النبوي الشريف – فكان الأثرياء والوجهاء يقيمون منازلهم في تلك الأرض وكانت فقط من دورين أو ثلاثة أدوار " طوابق " مع وجود حديقة لكل منزل وتم تسمية هذا الحي باسم الخديوي توفيق الذي كان يحكم مصر في ذلك الزمان وفي تلك المنطقة كان يوجد سوق التوفيقية وعمارة جرين وكولك , وكــان يوجد مخبز الماني قديم كان اسمه " كينزل " ثم تحول إلي " سمنس " ومن هذا المكان حتي شارع كامل صدقي " في الفجالة " قرب باب الحديد ولم نكن نري سوي سور كبير يوجد خلفه سرايا الأمير حليم باشا وهذه السرايا فتحت وأصبحت شارع فؤاد وضواحيها وشارع فؤاد أصبح فيما بعد  مثل شارع السلام في مدينة باريس بفرنسا  Rue de la Paix ظهر ذلك مع الحوانيت والمقاهي الكبيرة وكذلك عمارات الخديوي وعلي الناحية الأخري من المحكمة المختلطة كان يوجد عمارة Paponot مع حديقة كبيرة خاصة بتلك العمارة وكانت بحق ونحن أطفال هذه الحديقة كبيرة جداً جداً وكانت تشكل واحة كبيرة هادئة تشغل ما بين مستشفي الراهبات البروتستانت وشركة المياه قبل بناء محكمة النقض وكان يقطن هذه العمارة الطبقات الراقية من الموظفيين الفرنسيين العاملين بالحكومة المصرية مثل Guignod Pacha , Guigon Bey , Ventre Pacha , Grand Pacha  وأخرين من منا يتذكرهم حتي من قبل الفرنسيين انفسهم كانت طبقة راقية وعلي مستوي عال من العلم وسرعان ما قام بطردهم الأنجليز من مصر بعد الإحتلال الإنجليزي لمصر علي الرغم من أن هذه الطبقة الفرنسية هي التي قامت فيما بين 1840 , 1882 بتهيئة وصناعة الإدارة المصرية الحديثة , ثم هدمت عمارة Paponot من سنتين أو ثلاثة فقط[1] ثم حل محلها عمارات سيئة مبنية من الطوب الأحمر فقط والأسمنت وحل محل " محل الحديقة " المثلثة الجميلة جداً جداً وأصبح مكاناً لإنتظار السيارات وعند النزول من حي بولاق أو حديقة الأزبكية كان يوجد فيلا Greiss  ملك العائلة حالياً مثل مستشارين الملك ولم يكن يميز هذه الفيلا سوي ذكريات ذكرياتي الشخصية بها حيث كان يوجد بواب من السودان وكان عادة ما يصيح بالفرنسية في الأطفال المارين بجانب الفيلا بعد فيلا Greiss  كانت توجد فيلا [2]Pini Bey  بك علي ناصية شارع سليمان باشا وكان يحيط بها حديقة شاسعة وكانت الفيلا تشبه قصر  La Belle au Bois Dormant  وفي حقيقة الأمر كانت الأخيرة سجن كبير لمن يسكن فيها فكارلو Pini  بك بعد الكبر بدأ في فقدان عقله[3] ..

علي الناحية الأخري كانت توجد مدرسة المارديديو  La Mère de Dieu  وكنا نري كثير من الطالبات صباح كل يوم يسرن مثل عناقيد العنب

 To follow.../...

ترجمة   / و ليد طه                                     مراجعة / نبيل  طه   

Nous devons cette traduction à la courtoisie de Mr Nabil Taha et de son fils Mr Walid Taha.


 

[1]هذه المقالة كتبت 1931 أي أن عمارة Paponot  هدمت سنة 1928 أو 1929   

[2] حالياً الأمريكان سليمان باشا علي ناصية شارع فؤاد – 26 يوليو حالياً وطلعت حرب – سليمان باشا سابقاً –

[3]وبعد وفاة كارتون  pini بك وجدوا في منزله الكثير من الخبز يكفيه لسنوات عدة .

 

 

 

 

 

 

Retour accueil